الأحد، 30 سبتمبر 2012

استعراض القوة اليوم فى تركيا - أحمد منصور



تشهد اليوم «الأحد» العاصمة التركية أنقره واحداً من أكبر الاستعراضات السياسية للقوة فى تركيا، حيث يعقد حزب العدالة والتنمية «الحاكم» مؤتمره الرابع بدعوة وفود حزبية من مائة وستين دولة وبعض زعماء الدول، سيكون على رأسهم الرئيس المصرى محمد مرسى الذى يعتبر من أبرز المسئولين الذى سيحضرون المؤتمر، فى الوقت الذى اعتذر فيه رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى عن الحضور رداً على استضافة تركيا لنائب الرئيس طارق الهاشمى الذى حكم عليه بالإعدام فى بغداد فى محاكمة وصفها الهاشمى بأنها سياسية،

ومن المقرر أن يحضر المؤتمر قيادات الحزب وآلاف من كوادره وممثليه من أنحاء تركيا، حيث يترقب الجميع أن يحدد رئيس الوزراء التركى رجب الطيب أردوغان رؤيته لمستقبل البلاد ومستقبل الحزب خلال السنوات القادمة، فبعد إعلان الدكتور نعمان كورتولموش، رئيس حزب صوت الشعب، فى الأسبوع الماضى حل الحزب والانضمام مع عشرات من قياداته إلى حزب العدالة والتنمية، يسعى أردوغان إلى ضم أحزاب صغيرة أخرى لحزبه حتى يضمن نسبة مريحة فى توجهه للترشح فى الانتخابات الرئاسية المقررة فى عام 2014، مع تأكيدات من أطراف كثيرة أن «كورتولموش» قد يكون النائب المحتمل لأردوغان فى رئاسة الحكومة،

لاسيما أن أردوغان يسعى لإبراز قيادات جديدة فى الحزب فى ظل قانون الحزب الداخلى الذى يحظر على كل من نجح فى تمثيل الحزب فى البرلمان ثلاث مرات متواليات ألا يرشح نفسه للمرة الرابعة، وهذا يعنى أن بعضاً من قيادات الحزب البارزة، على رأسها نائبه الناطق الرسمى باسم الحكومة بولنت أرينج، لن يرشح نفسه، علاوة على أردوغان نفسه، وفى ظل مساعى أردوغان لضم أحزاب جديدة إلى حزبه قال رئيس حزب السعادة مصطفى كملاك، وهو الحزب الأم الذى أسسه نجم الدين أربكان رئيس الوزراء السابق والأب الروحى لأردوغان،

إن حزب العدالة والتنمية بزعامة رجب الطيب أردوغان قدم لهم مقترحاً مفاجئاً بمنحهم 25 مقعداً فى الانتخابات البرلمانية القادمة مقابل حل حزبهم والانضمام إلى صفوف العدالة والتنمية، لكنهم رفضوا هذا المقترح، وهذا يؤكد أن أردوغان يسعى لتجديد دماء حزبه من خلال نفس الفروع التى كان ينتمى إليها بعدما تمزق الحزب الأم الذى كان يقوده أربكان إلى أحزاب كثيرة، كان من بينها حزب صوت الشعب نفسه،

ويتوقع كثيرون أن يفاجئ أردوغان اليوم سواء قيادات وكوادر حزبه أو الضيوف أو المراقبون بقرارات وتعيينات سبقها بأكثر من حوار تليفزيونى ظهر فيه خلال الأيام الماضية وأعلن عن عدة مقترحات وأخبار شغل فيها الأتراك وغيرهم، من أبرزها استعداده للتفاوض مع حزب العمال الكردستانى وزعيمه المعتقل فى جزيرة أمرالى العدو اللدود لتركيا عبدالله أوجلان، وقبل ذلك بأيام كشف أردوغان فى حديث للصحفيين عن أن إسرائيل سعت للوساطة مع تركيا عبر وسيط يهودى يعتبر من أغنى رجال الأعمال فى العالم، وأن أردوغان استقبله فى أنقرة وأكد له أنه لا صلح مع أنقرة قبل أن تعلن إسرائيل الاعتذار الرسمى عن عملية الكوماندوز الإسرائيلية على سفينة «مافى مرمرة» إضافة إلى دفع تعويضات لأسر الضحايا الذين قتلوا على يد الإسرائيليين،

أما الشرط الثالث فهو رفع الحصار عن قطاع غزة، ويدرك أردوغان من وراء هذا الموضوع حجم دغدغة مشاعر الأتراك بهذا الموقف، وكذلك إظهار الصلابة فى وقت تزداد فيه عزلة إسرائيل من خلال سياسة حكامها، وفى تلميح إلى مشروعه للرئاسة ومساعيه لتغيير الدستور، قال أردوغان «إننا نطبق النظام الرئاسى الآن بشكل غير مباشر»، كما تحدث عن شعبية حزبه وقال إنها الآن تزيد على 52%، كما تحدث عن المحاكمات الأخيرة للجنرالات فى قضية «مطرقة الحداد» التى حكم فيها على كبار قادة الجيش السابقين بالسجن المؤبد،

واتهم أوروبا بأنها لا تريد لتركيا أن تحل مشكلة الإرهاب حيث تتعرض تركيا الآن لهجمات ممنهجة من حزب العمال الكردستانى وعملاء يقال إن المخابرات السورية زرعتهم لزعزعة الأمن داخل المدن التركية الآمنة، لقد مهد أردوغان للتظاهرة السياسية التى سيقوم بها حزبه اليوم فى أنقرة من خلال المقابلات التليفزيونية والتصريحات القوية ومازال الجميع حتى رجال حزبه والمراقبون ينتظرون ما الذى سيتمخص عنه المؤتمر الرابع للحزب اليوم فى أنقرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق